أخبرتها واقعة أغرب من خيال
صاحبها مراهق يعد في الرجال
كان الفتى مؤدبا مهذبا
يطيع ربه وأما وأبا
لو خيروه بين أن يموتا
أو الخنا يستعمر البيوتا
لاختار عن عقل وقلب حتفه
عن أن يرى في الناس وأد العفة
لكنه في غفلة له عن الإله
رافق صحبا ضائعا من سادر ولاه
فأسكروه ظاهرا وباطنا
بالخمر والتخدير حتى أدمنا
فلم يعد يصبر دون ذا كا
إلا إذا أرادها هلاكا
فمنع الأشرار عنه القرصا
ليوقعوه في الشراك الأقصى
قالوا عقدنا العزم ولا نعطيكا
إلا إذا مكنت من أهليكا
تخدر الأم لنأتي الفاحشة
وهي غياب لا يفي بالفاضحة
كاد الفتى من ذاك أن ينتحرا
لكنه أطرق ثم قررا
إن انتشائي بالحبوب أفضل
وسوف ينسى ما بأمي يفعل
وهكذا أوقع شر ذنب
بما يشيب الطفل قبل الشيب
يا ويله يا ويله لما صحا
من سكره مستذكراً من ذبحا
أتى إلى الإفتاء والقضاء
يبكي ويحكي قصة الإغواء
فصدع القضاة والمفتونا
وأجلوه في غد يدلونا
ألفاهم في الغد لما أقبلا
ما بين ميت أو مصاب شللا
فقال ما لي هل سأبقى قلقا
فأضرم النار به واحترقا
فولول الأم عليه والأب
وحالما تعرفا ما السبب
توفيا بذبحة صدرية
وخلفا الأيتام للمنية
من لم يخف من ربه والنار
فليتعظ مما جرى في الدار
وليحترس من صحبة الأشرار
وليدفع الأقدار